كتابة إسلام إبراهيم حسين
أنا ليبرالي و لا أتفق في كثير، إن لم يكن في معظم، الأمور مع الاشتراكيين أو الشيوعيين. لكن هذا الأسبوع أثير إلى إنتباهي مقالة عن مقابلة بين شيخ الأزهر و بعض أعضاء الإخوان المسلمين، و فيها تناولوا العديد من الأمور المتعلقة بالعمل السياسي الإسلامي في مصر. لن أتداول محتوى هذه المحاورات، فالإسلاميين لهم حق المشاركة السياسية في مصر مثلهم مثل أي مجموعة أخرى، دينية كانت أم لا. لكن في أخر هذه المقالة، قرأت:
أضاف أن التيار السلفي يرفض فكرة إنشاء حزب سياسي شيوعي لأنه يخالف الدستور والشريعة الإسلامية وهذا يعتبر خيانة كبري لمصر ويهدد الاستقرار الذي ينشده الجميع ويجب التصدي بكل قوة لهذه الأفكار الهدامة.
فبالرغم من اختلافي مع الشيوعيين في الكثير من الأمور، لكني، من موقفي و مبدئي الليبرالي، سأدافع عن حق الشيوعيين و الفئات الأخرى ذوي الدوافع الدينية (و هذه تشمل السلفيين أنفسهم) أو الغير دينية في طرح رؤيتهم في كيفية تحقيق التقدم في مصر. إن كانت رؤيتهم هدامة، فليقم الإخوة السلفيين بالشرح العقلي لماذا هذه الأفكار هدامه و غير مجدية، أو كيف أنها مخالفة للشريعة الإسلامية. إن كانت أفكارهم هدامة، فلماذا منعهم من تكوين حزب سياسي؟ إنهم سيخسرون أيا كان إن استطاع السلفيون توضيح ضعف مقترحاتهم للمواطن المصري. و إن لم يستطيعوا ذلك، فربما يكونون على حق في نقدهم، و لو كان الوضع كذلك، فسوف تفشل سياسة الشيوعيين فشل ذريع و سيثبت موقف السلفيين السابق ثبات قوي لا شك فيه. أما إذا ثبتت أن سياسة الشيوعيين فعالة و مجدية، فكلنا سننتفع بها.
هذا غير جميع المشاكل الأخرى التي تتبع أي قمع سياسي. فإن كان الشيوعيين فعلا يمثلون خطر على البلد بفلسفتهم، فقمعهم سيجعل منهم طائفة تجذب الناس فقط كونها مقموعة، فنجعل منهم أبطالا يجتذبون الشباب و المتمردون. و هذا لن يكون في صالح البلد أيضا.
و أخيرا، ما يعطي السلفيين الحق في التشكيك و إتهام الشيوعيين بالخيانة؟ الشيوعيين مصريين، لهم حق التواجد و ممارسة حياتهم في مصر مثلهم مثل أي إنسان مصري أخر. و لا يجب أبدا في التشكيك في حبهم لمصر. إن اختلفنا معهم، فهذا ليس لأننا نحتقرهم أو نكرههم أو نشكك في نواياهم (التي لا يعلمها إلا الله) و حبهم للوطن، و لكن لأننا لسنا على قناعة بأن سياساتهم صحيحة. و بيننا و بينهم صناديق الانتخاب و النتائج على أرض الواقع.
فأيا كانت الحقيقة، بجعل الشيوعيين ممارسة حقوقهم السياسية مثلهم مثل أي مجموعة أخرى، كلنا، و هذا يشمل السلفيين، نفوز لأن مصر ستفوز.
ايه رايك .....اسلام ابراهيم حسين
ردحذف