السبت، ٤ يونيو ٢٠١١

موقع ليبرالية الجديد

لقد نقلنا موقعنا إلى موقع جديد و بشكل جديد إلى libraliyya.org.



الأحد، ٢٩ مايو ٢٠١١

المرأة السعودية وقيادة السيارة

كتابة هدى عثمان

بقدر ما آلمني خبر القبض على السعودية منال الشريف في مدينة الخُبر لتحدّيها الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، بقدر ما أسعدتني هذه المبادرة (أو المخاطرة) التي قامت بها هذه المرأة الشجاعة التي آمنت بحقها الأساسي في حرية التنقل والسعي لتلبية احتياجات منزلها وأطفالها دون انتظار إذن وصيّ أو توافر رجل يقود لها سيارتها.

عند محاولتي البحث عن مقطع الفيديو المذكور في الَخَبَر، لم أجد سوى مقاطع تستهزأ بمنال وأقل ما يقال عن الذين قاموا بتصويرها او عمل المونتاج الفني لها بأنهم عديمو الاحترام ومعادون للمرأة misogynistic ومحقّرون لحقها في حرية التعبير. لم أندهش كثيراً لأنّي عشت بنفسي تجارب مماثلة طيلة فترة حياتي التي عشتها في السعودية و عوملت كإنسانة درجة ثانية وربما ثالثة ورابعة كوني ليس فقط غير سعودية ولكن أيضا فتاة عليها فقط تغطية وجهها والذهاب الي المدرسة والعودة الى المنزل في صمت.

ما يثير الاهتمام ليس فقط الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في المدن، وإنما حقيقة أن المرأة البدوية التي تملك تجارة للماشية والألبان في الصحراء لها حريّة قيادة سيارتها النصف نقل (المعروفة باسم "الوانيت" في دول الخليج) والتنقل من البادية لأطراف المدينة لتسيير أمور تجارتها بعيداً عن سلطة البوليس الديني (المعروفة باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

هي سخرية القدر حين يكون مجتمع البادية أكثر تحرراً من المدينة حيث تفرض قلة من الرجال رؤيتها على مجتمع بأكمله وتحرم المرأة من حريتها في التنقل والتعبير عن اعتراضها على الأوضاع القائمة.

ملحوظة: باتت محاولتي في الدخول على موقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالفشل، فإمّا أن الموقع محجوب عن الرؤية في الولايات المتحدة أو أن المسوولين عنه غير مهتمّين بتحديثه. اسم الموقع يرتبط بمفهوم "الحِسبة" في الاسلام. ذلك حديثٌ ليوم آخر إنشاء الله

ملحوظة ٢: أخيراً وجدت الفيديو بترجمة انجليزية ، وموقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأزمة التاريخية لليبرالية في مصر

كتابة هدى عثمان

حين سؤل صديقي صاموئيل تادروس (احد الباحثين في تاريخ الليبرالية والحاصل مؤخرا على درجة الماجستير من مركز دراسات الديمقراطية والحوكمة من جامعة جورج تاون) عن ما إذا كان للليبراليين اي فرصة في الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة ، اجاب بالنفي معولا ليس فقط علي مدى تواجد اوقوة الاحزاب الليبرالية او غيرها من القوى المضادة بل ايضا على هيكل النظام الانتخابي في مصر وكيفية تقسيم الدوائر الانتخابية.

ولكن ما دفعني لذكر مقالة تادروس هو الجزء الذي يسرد فيه مختصراً لازمة الليبرالية في تاريخ مصر الحديث.

في هذا الصدد يقول تادروس:

أزمة الليبرالية المصرية هي قصة طويلة ومحزنة. قصة بدأت مع ظهور طبقة المثقفين (الافندية الجدد) التي لم تنشأ من طبقة وسطى مستقلة كما حدث في الطبقة البرجوازية في اوروبا ، بل انبثقت من بيروقراطية الدولة. وكان الهدف الاساسي لهذه الطبقة هو تنفيذ برنامج حداثي متناقض الهوية ترعاه الدولة وتفرضه على بقية الشعب. هي قصة علاقة معقدة هي خليط من اعجاب وكراهية تجاه الغرب بوصفه ممثلا للحداثة Modernity. وهي أيضا قصة الفشل في فهم الحداثة وعدم التمييز بينها وبين التنوير Enlightenment مما أدى الى عدم قدرة هذه الطبقة على التعامل مع الدين. وبالتالي فإن الأزمة الراهنة التي تواجه الليبرالية في مصر ليست جديدة ، بل هي مظهر آخر من مظاهر الأزمة التي تناولها نداف سافران قبل خمسين عاما في كتابه "مصر: البحث عن مجتمع سياسي".

ظل المشروع الليبرالي المصري مشروعاً تتبناه الدولة وترعاه تحت غطاء الحداثة، وظل الليبراليون المصريون دائما ما يخاطبون الممثل الوحيد لليبرالية والذي يرعى مشروعهم : ألا وهي الدولة ، أو بتعبير أدق ، الحاكم ذاته. فإذا كان الحاكم هو الذي يحمل مفاتيح تحقيق حلم الليبرالية فلمَ يتكبد المفكرون الليبراليون عناء مخاطبة عامة الناس وكسب تأييدهم؟
وهكذا فقد كانت النتيجة الطبيعية هو اسقاط الشعب من المشروع الليبرالي وانفصال تلك النخبة عن رجل الشارع، بل وأصبح مفهوم القومية Nationalism هو خيار النخبة المثقفة في الخطاب السياسي الموجه لبقية الشعب.

لم تتمكن نخبة المثقفين في مصر من التغلب على علاقة الحب-والكراهية مع الغرب. فقد اعتبر المثقفون التقدم العلمي والتكنولوجي مجرد مجموعة من النتائج دون الاعتراف بالروح الفلسفية المؤسسة لها. وظهر مفهوم القومية كحل لهذه المعضلة. على سبيل المثال كتب جمال الدين الأفغاني أن الغرب هو كيان موحد وأن الشرق عليه أيضا تحقيق الوحدة إن أراد النجاح في المنافسة. إذن فالمذهب القومي في الشرق الأوسط ، كما ذكر المؤرخ البريطاني إيلي كيدوري ، هي فكرة مستوردة من الغرب ، ولكنها كانت أيضا وسيلة لمواجهته. وبذلك وتبعا روح العصر في 1930s ، كان لا بد أن يفقد التيار القومي أي سمة من سمات الليبرالية التي بدأ بها، بل وتبنى لهجة مناهضة لليبراليةكما هو التقليد في الايديولوجيات الشمولية المختلفة كالفاشية في البداية ، ثم القومية العربية ، وأخيرا ، الأسلمة.

لقد تم نمذجة المشروع الليبرالي المصري على غرار الطريقة الفرنسية حيث تم إرسال الكثير من الطلبة في بعثات دراسية عادوا منها مشبعين بأفكار فرنسية خاصة وقد كانت فرنسا حينها القوة الوحيدة في وجه الاستعمار البريطاني، وبالتالي المصدر الملهم لطبقة المثقفين وقتها. وهكذا فقد شكّلت الروية الفرنسية للعالم طريقة تفكير المثقفين المصريين .وأصبحت حركة التنوير الفرنسية هي المعيار ، وباتت العلمانية الفرنسية هي النموذج المحتذى ، فبالرغم من أن المثقفين المصريين وقتها لم يتبعوا نموذج أتاتورك المتطرف ضد الدين إلا أنهم ودون إدراك لم يختلفوا كثيراً عنه. فهم لم يتناولوا أهمية الدين والدور الذي يلعبه في المجال العام ومن ثَم تجاهلوا تماماً العامة وتبنوا أفكاراً مناهضة للغرب ورافضة للحوار معه.

ينهي تادروس الجزء التاريخي في مقالته بأن "مشكلة الليبراليين وقتها أنهم قرأوا لفولتير Voltaire و روسوRousseau ولكن لم يقرأوا سطراً واحداً لادموند بيرك Burke "


صوت الاخوان صبحي صالح والاستخفاف بالخطاب السياسي

كتابة هدى عثمان

أعجب من بلد تعيّن شخصاً مثل صبحي صالح عضواً في لجنة تعديل الدستور وتوكل إليه جزءاً خطيراً وحسّاساً من تقرير المستقبل.
ليس فقط لكذبه العلني في برنامج ذي شعبية هائلة كالعاشرة مساءاً ولكن أكثر لنزواته الكلامية التي يعود فيبررها "بالاجتزاء" وتجريد كلامه من سياقه بحجّة الفكاهة في ملتقى عام.

لا أعتقد أن عرض فكر الاخوان في "التغيير السلمي المتدرّج " بمشروع الهندسة الاجتماعية الذي يبدأ بزواج الاخواني من الاخوانية وتكوين الأسرة الاخوانية التي تنتج أفراداً إخوانيين، لا أعتقد أن كل ذلك يحتمل الفكاهة والهرج والاستخفاف بعقول المستمعين "غير الاخوانيين" الذين بالأصل يغلبهم الشك والريبة تجاه الكثير من مواقف الاخوان المتذبذبة أحيانا والمتطرفة أحيانا أخرى.

إذا حدث المتوقّع وفاز الاخوان بأغلبية مقاعد البرلمان فسيكون أمثال صبحي صالح هم المتحدّثين بأصوات عالية بعيداً كل البعد عن الفكاهة أو الدعابة.

وأقول لصبحي صالح وأمثاله من المتلاعبين بالخطاب السياسي إن غداً لناظره قريب.

الشيخ علي عبد الرازق و الدولة المدنية

كتابة إسلام إبراهيم حسين

في مناظره الأستاذ صبحي صالح مع الدكتور خالد منتصر أمس على قناة دريم مع الإعلامية منى الشاذلي، أثرت نقاط شيقة جدا أثناء الحوار. و منها قضية الشيخ علي عبد الرازق مؤلف كتاب الإسلام و أصول الحكم. ففي هذا الكتاب، و عن طريق الدراسة المتأنية، يقدم لنا الشيخ عبد الرازق بحث في الخلافة و الحكومة في الإسلام. و من أهم استنتاجاته أنه ليس هناك أساس في الإسلام لفكر الدولة الإسلامية، و أن الخلافة حرف معناها من مضمونها الاجتماعي بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام مباشرة إلى معنى سياسي لأسلمة الدولة.

حرصا مني على قراءة هذا البحث، وجدته موجود على الانترنت، و وددت أنا أشاركه مع قراء مدونة ليبرالية. فها هو كتاب الإسلام و أصول الحكم  (pdf). 

و أود أيضا أن أشارك بأهم استنتاج من البحث في هذا الإقتباس:
و الحق أن الدين الإسلامي بريء من تلك الخلافة التي يتعارفها المسلمون و بريء من كل ما هيأوا حولها من رغبة و رهبة و من عز و قوة و الخلافة ليست في شيء من الخطط الدينية كلا و لا القضاء و لا غيرهما من وظائف الحكم و مراكز الدولة و إنما تلك كلها خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها فهو لم يعرفها و لم ينكرها و لا أمر بها و لا نهى عنها و إنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل و تجارب الأمم و قواعد السياسة كما أن تدبير الجيش الإسلامية و عمارات المدن و الثغور و نظام الدواوين لا شأن للدين بها و إنما يرجع الأمر فيها إلى العقل و التجريب أو إلى قواعد الحروب أو هندسة المباني و أراء العارفين. لا شيء في الدين يمنع المسلمين أن يتسابقوا الأمم الأخرى في علوم الاجتماع و السياسة كلها و أن يهدمه ذلك النظام العتيق الذي ذلوا له و استكان إليه و أن يبنوا قواعد ملكهم و نظام حكومتهم على احدث ما أنتجت العقول البشرية و أمتن ما دلت تجارب الأمم على أنه خير أصول الحكم. و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله و صلى الله على محمد و آله و صحبه و من والاه.

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١١

الإسلام و طريق الحرية

كتابة إسلام إبراهيم حسين

في هذا الفيديو يشارك المفكر الإسلامي (الليبرالي) التركي مصطفى أكيول بأفكاره عن الإسلام و الحرية. ها هي النقاط الأساسية التي يناقشها في هذه المحاضرة:
  1. في زيارة له إلى مكة المكرمة، وجد أن الرجال و النساء يصلون و يطوفون معا جانبا إلى جنب في الحرم الشريف. لماذا هذه الملحوظة مهمة؟ مهمة لأن هذا هو المكان الوحيد في المملكة السعودية التي يمكن للرجال و النساء الاختلاط فيه! و ليس هذا فقط، لكن إذا كان هناك مكان في الأرض هو كما كان أيام رسول الإسلام عليه السلام، فهو الكعبة. فهذا معناه أنه حتى أيام الرسول الكريم، كان محيط الكعبة به رجال و نساء يصلون و يطوفون جانبا إلى جنب.
  2. أضف إلى ذلك أنا عزلة النساء لا تجده في القرآن بالمرة. عزلة النساء في المجتمع جاءت بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بوقت طويل كنوع من الرجوع إلى العادات التي كانت موجودة قبل عهد الرسول. و هي عادة استمدها أهل بلدان الشرق الأوساط من البيزنطيين. 
  3. هذا ماهو إلا مثال واحد على ظاهرة عامة في "ثقافة المسلمين". فهناك جوهر للإسلام واضح و لكن في بلدان الإسلام، أضاف المجتمع عادات ليست من ضمن هذا الجوهر الإسلامي و أعطته صفة إسلامية. 
  4. هناك درسين في هذا: أولا، المسلمين الحريصين على دينهم بحق يجب أن يفرقوا بين عادات مجتمعاتهم اللاسلامية و و تعاليم الإسلام الحقة. ثانيا، على الغير مسلمين أن يحرصوا ألا يحكموا على الإسلام بناءا فقط على أفعال  المسلمين. فقد تكون هذه الأفعال منسوبة إلى الإسلام بالخطأ و هي لا تمط للإسلام بصلة و ما هي إلا عادات إجتماعية رجعية من قبل عصر الإسلام.
  5. فمثلا، الختان للأنثى ماهو إلا عادة موجودة فقط بين الشمال إفريقيين و ليست مستمدة من الإسلام. فهي عادة تمارس من قبل قدوم الإسلام و حتى إلى هذا الوقت، يمارسه الشمال إفريقيين من غير المسلمين. نفس الكلام ينطبق على القتل بسبب جرائم الشرف كمثال أخر. 
  6. هذا ليس كل إهتمام أكيول، فهو أيضا مهتم بالثقافة السياسية، و بالأخص ثقافة الحرية و الديمقراطية في مقابل ثقافة الإستبداد، و بالأخص النظم الإسلامية المستبدة مثل السعودية، و إيران و أسواؤهوم على الإطلاق هو نظام الطالبان في أفغانستان. فمثلا في السعودية هناك البوليس الإسلامي الذي يفرض على النساء لبس النقاب، مثلا. و قد سأل أكيول نفسه، هل هذه الظاهرة هي فقط مرتبطة بالإسلام و المسلمين؟ فوجد أن الإجابة هي لا! ففي تركيا مثلا هناك بوليس ملحد  يفرض على النساء عدم لبس الحجاب. ففرض عدم ارتداء الحجاب يعد في مرتبة فرض لبس الحجاب، فكلاهما فكر استبدادي يفرض على النساء الظهور بشكل معين. فكلاهما نوع من الإستبداد لأنه لا يعطي المرأة حق الإختيار في اللبس. فهذا دليل على أن الإستبداد هو ثابت في الفكر في هذه المنطقة و ليس محدود فقط للمسلمين. 
  7. هذا كان دافع لكتابة كتابه  "الإسلام بدون تشدد: موقف إسلامي  للحرية". فالإسلام بحثه على مسئولية و حقوق الفرد بذاته قدم فكرة الفرد و الفردية للشرق الأوسط، على غرار الفكر الجماعي الذي كان موجود أيام قبائل ما قبل الإسلام. فهذا دليل على أن الفكر الجماعي الغير فردي، مستمد من العادات و التقاليد التي سبقت الإسلام بإحترامه للذاتية و للفرد. فليس هناك مثلا حد للردة في القرآن، و لا حد لشرب الخمر ايضا! هذه الحدود التي هي مقلقة للكثيرين جاءت في وقت لاحق و ليست مستمدة من الإسلام. فالمسلم الواعي يعرف أن بعض تلك الحدود جاءت في وقت لاحق تم الوصول إليها طبقا لترجمات عصر معين مثل العصور الوسطى، و هي لا تنفع للعصر الحالي بمستجداته.
  8. و من الباعث للأمل هو أن هناك، في القرن ال ١٩،كانت حركة إصلاحية إسلامية ليبرالية كاملة مكونة من مفكرين و علماء دين ممن انفتحو و زارو الغرب و رأو الكثير مما أثار إعجابهم مثل التقدم التكنولوجي، الديمقراطية، النيابة البرلمانية، و المساواة، و رأو أنا ليس هناك تعارض بين الإسلام و الكثير من هذه الأفكار و التوجهات الموجودة في الغرب. و رأو أيضا أن هناك الكثير من التفاسير و الترجمات للإسلام التي هي فعلا ليست من جوهره و رأو أنه يجب مراجعة تلك الترجمات و التفاسير. فمن نتيجة ذلك تقبلهم لفكرة المساواه بين المواطنين،أيا كانو مسلمين، مسيحيين، أو يهود. و كذلك تقبلهم لفكرة الديمقراطية، و النيابة البرلمانية، و الدستور، و الحريات الذاتية. و سوف ترى هذه الاتجاهات في الدولة العثمانية في أواخر أيامها و كذلك في بعض الدول العربية.
  9. لكن في القرن ال ٢٠ بدأت تلك الحركات المتطلعة للتجديد في الانكماش. و بدلا لها ظهرت الحركات الإسلامية السياسية، التي كان طبعها حاد، عادة ما تكون استبدادية التطلع، معادية للغرب و لها نظره مثالية خيالية (utopian). و من ضمن أكثر هذا الطيار تشددا هو ظاهرة الإرهاب التي يؤمن (كما أؤمن أنا) مصطفى أكيول أنها ليست من الإسلام على الإطلاق. 
  10. لكن هنا يثار سؤال مهم: لماذا إذا كان الإسلام بنظرته المنفتحة الليبرالية ذو شعبية في القرن ال ١٩، لماذا جاء بدلا منه الإسلام المتشدد في القرن ال ٢٠؟ أولا، خلال القرن ال ١٩، المسلمون كانو ينظرون إلى الغرب كمثال يحتذى به. في القرن ال ٢٠ أصبح الغرب مستعمرا، و كما أن كان هناك حركة إستعمارية، فكانت هناك حركة مضادة للاستعمار. فأصبحت أوروبا عدو و ليست مثالا. و هذا أدى إلى الكثير من الرجعية و الالتفاف حول القومية ألعربية، فالاشتراكية إلى أن انتهى بها المطاف إلى الإسلام السياسي المتشدد. و زاد التين بله حين استبدل الاستعمار الغربي بنظم علمانية ديكتاتورية. و زاد من الموقف سوءا أن بعض القوى الغربية ساندت تلك الديكتاتوريات مما زاد كره الإسلاميين للغرب و إستخدامهم للغرب (و بالذات الولاية المتحدة) كعدو، و بالذات أن تلك الديكتاتوريات قمعت الاسلاميين بشدة مما جعل لهم قضية يحاربون من أجلها.
  11. هذا حدث في جميع دول الشرق الأوسط ماعدا تركيا. فتركيا لم تستعمر من أحد، و لذلك نظرتها للغرب ليست بنفس السلبية كنظرة شعوب  دول المنطقة الأخرى. ثانيا، تركيا كان بها ديمقراطية قبل الدول الأخرى في المنطقة. في ١٩٥٠، كان هناك إنتخابات ديمقراطية أنهت الحكم الأتقراطي المستبد السابق للانتخابات. و قد رأى المسلمون الأتراك أنه هناك طرق لهم لتغيير النظام بصورة ديمقراطية. فكانت الديمقراطية صديقة لهم و ليست عدوة. 
  12. ثانيا، في ال ٢٠ سنة الماضية، شكرا للعولمة، و إقتصاد السوق، و نمو الطبقة الوسطى، عاد ظهور حركة إسلامية تقدمية ليبرالية رأت مشاكل في نظرة التراث القديم، و بداءت أن تحللها و تعيد النظر فيها لتقديم رؤية حديثة تلائم العصر الحالي. و لهذا، الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي قوبل بالموافقة من قبل مسلمي تركيا، لأن من منظورهم، أوروبا ليست عدو. 
  13. و لهذا، نجحت تركيا في خلق حركة إسلامية متماشية مع الديمقراطية بل و أيضا ساهمت تلك الحركات في تكوين شكل المجتمع التركي الحديث. 
  14. و مع الحركات التحررية التي بدأت في تونس و مصر بداءت الشعوب إعادة إحياء نفسها بطبيعتها الدينية المحافظة و التي لم تكن كما حذر الدكتاتوريين شعوب متعصبة متشددة إسلاميا. و بالطبع هذه العملية سوف تأخذ وقتها تجاه الحرية و الليبرالية التقدمية، بطريقة تناسب تاريخها، و مجتمعها بتحدياته، و يجب أن يعطو الفرصة كاملة لتحقيق ذلك.
يمكنك الحصول على كتاب مصطفى  أكيول بعنوان "الإسلام بدون تشدد: موقف إسلامي للحرية" عن طريق أمازون.

ما بعد فتح معبر رفح

كتابة إسلام إبراهيم حسين

فتح معبر رفح بصورة دائمة خبر عظيم جدا. لكن مع كدة لازال هناك المزيد يجب تحقيقه للاستفادة الكاملة من فتح المعبر. ملخص تلك المطالب هو إنه المعبر يفتح بالكامل، و بالتفصيل:
  1. لا يقصر فتح المعبر فقط لمرور (بعض) الأفراد و المعونات لقطاع غزة. فالماعونات يدوبك فقط تعيش الغزاوية من يوم ليوم، و تخليهم دايما معتمدين على الآخرين لمعونتهم. فلازم فتح المعبر للتجارة بحرية بين الشعب الغزاوي و الشعب  المصري. فده يفيد الشعبين. الشعب الغزاوي بالأخص يقدر يحصل على منتجات صعبة الإنتاج في غزة، و برضو يصدر منتجاته عشان يربح منها. و بكدا ينتعش السوق الغزاوي، و مايكونش معتمد إعتماد كامل فقط على المعونات. 
  2. يسمح بعبور جميع الأعمار، و مش بس دول اللي تحت ١٨ سنة و فوق ال ٤٠. فالأعمار ما بين ال ١٨ و ال ٤٠ هي شريحة مهمة جدا لانتعاش السوق الغزاوي. فديه الفئة الأقدر على القيام بعملية نقل البضائع بين الشعبين. 
أما بالنسبة للإسرائيليين و غيرهم اللي بيدعوا إن فتح المعبر هيسهل عبور الأسلحة و يزود "الإرهاب" فيكفي إنه  نسألهم: يعني هو غلق المعبر كان وقف عبور الأسلحة أو "الإرهاب"؟ بلاش تخويف بقا و خلينا نخلي أهل غزة يعيشوا عشان إحنا كمان نعيش.

إضافة: و اللي خايفين على إسرائيل لازم يقرأوا المقالة دي.