الخميس، ٣ مارس ٢٠١١

هل بنهاية النظام السابق تنتهي مشاكلنا؟



كتابة إسلام إبراهيم حسين

في أعقاب الثورة المصرية للتغيير هناك الكثير من الحديث عن أن الحكومة المصرية القادمة لن تسمح بأن تكون حكومة فاسدة. مع أن هذا متطلب طبيعي من إي حكومة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن أي حكومة سيكون فيها فساد و أن الحرب ضد الفساد ستكون جزء من حياتنا السياسية اليومية. فطالما أن هناك مناصب ذات سلطة، سيكون هناك دائما أشخاص يسعون وراء هذه السلطة. فمن الطبيعي أن  من هؤلاء  (أغلبيتهم؟) الذين يصلون إلى السلطة سيكونون من الفاسدين. فلذا، يجب أن نسعى لأن تكون سلطات الحكومة دائما في أضيق الحدود. لكن طالما أن هذه السلطات محدودة، سيكون هناك من الوقت إلى الأخر هؤلاء من يصلون إلى السلطة و يسعون دائما لأن يزيدون من سلطتهم ليستغلوها للإكثار  من فسادهم. 


خلع النظام السابق، حتى إذا تم اقتلاع جذوره تماما، هي خطوة مهمة، لكن لا يمكن أبدا أن نقنع أنفسنا أن هذا سيكون نهاية الفساد. سيكون هناك نظام سياسي متعدد جديد في مصر. و سيكون  هذا النظام غالبا أفضل من النظام القديم. لكن لابد و أن نكون دائما في حذر من نشوء نظام جديد كالنظام السابق لكن بوجوه أخرى تقوم بالسلب و التعذيب و حكر الحريات الشخصية و السياسية و الدينية و الاقتصادية. أفضل طريق لتجنب هذا الوضع هو

 (أ) أن نكون كمصريين دائما على أهبة الاستعداد لمحاربة الفساد و للتصدي للتعدي على الحريات الفردية
(ب) أن نسعى دائما أن تكون الحكومة ذات سلطة محدودة و ضيقة جدا
(ج) أن نتخلص من الفكر الأبوي المحيط بنظرتنا إلى الحكومة و أفرادها، فقوة الدولة ليست بقوة حكومتها ، لكن بقوة شعبها و مجتمعها. و هناك  الكثير في هذا الموضوع سأتحدث عنه في مقالات أخرى في المستقبل إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق